لطالما شاعت نظريات حول ما إذا كانت الهواتف الذكية تتنصت علينا للاستفادة من معلوماتنا في الإعلانات المستهدفة. لكن السؤال الرئيسي يبقى: هل الهواتف فعلاً تتنصت على المحادثات الشخصية؟ شركة أميركية قطعت الشك باليقين في هذا الشأن بعد دراسة مستفيضة.
الشائعات القديمة والجديدة
على مر السنوات، لاحظ الكثير من الناس ظاهرة غريبة؛ إذ يظهر لهم إعلان مرتبط بموضوع تحدثوا عنه شفهيًا مع الأصدقاء أو العائلة، دون أن يكون لديهم أي سجل رقمي لهذا الموضوع. أدى ذلك إلى زيادة الشكوك في أن الهواتف الذكية تستمع دائمًا، حتى وإن كانت التطبيقات مغلقة.
ما أظهرته الدراسات
في محاولة لتأكيد أو نفي هذه الادعاءات، قامت شركة أميركية متخصصة في الأمن الرقمي بتحليل شامل لكيفية عمل الهواتف الذكية والتطبيقات المختلفة، لا سيما تلك الخاصة بالشبكات الاجتماعية مثل فيسبوك وإنستغرام. أظهرت نتائج هذه الدراسات أن التطبيقات لا تستمع بشكل مباشر للمحادثات الشخصية. عوضًا عن ذلك، تعتمد على جمع بيانات ضخمة من نشاطات المستخدمين الرقمية، مثل سجل التصفح، المواقع التي تم زيارتها، والكلمات المفتاحية التي يتم البحث عنها.
كيف يتم الاستهداف؟
بدلاً من التنصت الفعلي، تعتمد الشركات على خوارزميات معقدة لجمع المعلومات الشخصية التي تُقدم طواعية من المستخدمين عند استخدام الإنترنت والتطبيقات المختلفة. تقوم هذه الخوارزميات بتحليل اهتمامات المستخدمين وتفضيلاتهم بناءً على أنشطتهم الرقمية، وتقدم لهم إعلانات تتماشى مع تلك الأنشطة.
التكنولوجيا وراء الإعلانات المستهدفة
استخدمت الدراسة أدوات متقدمة لتتبع البيانات المتاحة للتطبيقات عبر أنظمة التشغيل مثل Android وiOS. النتائج أظهرت أن التطبيقات ليست بحاجة إلى التنصت الفعلي، فالأدوات المتاحة مثل الموقع الجغرافي وسجل التصفح توفر للشركات ما يكفي من البيانات لتقديم إعلانات دقيقة. كما أكدت أن استخدام الميكروفون بدون موافقة المستخدم يعرض الشركات للمسائلة القانونية.
ماذا يمكننا فعله؟
إذا كنت قلقًا بشأن خصوصيتك، يمكنك اتباع بعض الإجراءات البسيطة لتعزيزها:
- مراجعة أذونات التطبيقات: تأكد من أن التطبيقات التي لا تحتاج للوصول إلى الميكروفون ليس لديها إذن بالوصول إليه.
- إيقاف خدمات الموقع الجغرافي: عند عدم الحاجة، قم بتعطيل خدمات الموقع.
- استخدام أدوات الخصوصية: هناك أدوات مثل VPN أو متصفحات تمنع التتبع لحماية بياناتك.
الخلاصة
على الرغم من الشائعات المنتشرة، أظهرت الدراسة أن الهواتف الذكية لا تتنصت على المحادثات الخاصة للمستخدمين. تعتمد الإعلانات المستهدفة بشكل أكبر على البيانات المتاحة من نشاطاتك الرقمية. لذا، طالما أن المستخدمين يتخذون خطوات لتعزيز خصوصيتهم، يمكنهم التصفح بأمان.